مقالات

اعترافات ليلية

اعترافات ليلية

بقلم عبير مدين

تعقيبا على تصريح ترامب الخاص بسد النهضة والذي نشره من خلال حسابه على منصة x والذي ينص على أن سد النهضة شُيد بتمويل غبي من امريكا وأنه أضر بتدفق نهر النيل

هي ليست اعترافات ليلية من ترامب في اعتقادي أنه كتب التصريح كنوع من توجيه الإهانة لنظام أوباما السابق والذي تبني سياسة الفوضى الخلاقة في المنطقة وطبعا كان مقصود ببناء السد استدراج مصر لحرب مع إثيوبيا والسقوط في المستنقعات وفي النهاية تفرض عقوبات اقتصادية على مصر تعرقل دورها الريادي في المنطقة لكن النتيجة جائت مخيبة للآمال فسلكت مصر طريق المفاوضات رغم التصريحات الاستفزازية لأبي أحمد فانتقلت الخطة إلى استدراج مصر للسقوط في فخ الديون برعاية خليجية وما يترتب عليها من ضغوط اقتصادية تقع على عاتق المواطن المصري ثم شراء اصول الدولة بحجة الاستثمار وهو نوع من الاحتلال الناعم وفي لحظة يحل فيها مستثمر من معسكر الأعداء محل المستثمر العربي الشقيق!
ثم إغراق مصر التي تعاني من أزمة اقتصادية بموجة من اللاجئين لم يسبق لها مثيل والرهان على أن الشعب المصري لن يتحمل كل هذه الضغوط فتحدث ثورة جديدة يستغلها الغرباء في صب البنزين على النار أكثر وتدخل مصر في نفق مظلم وتحدث الفوضى الخلاقة كما أرادت إدارة أوباما السابقة والتي تزعمت الدولة العميقة في عهد جو بايدن وكانت تدير البلاد من خلف الستار
السؤال كيف وافقت الإدارة المصرية على التوقيع على بنود اتفاقية سد النهضة ولم لم يتم طرحها على البرلمان أو طرحها في استفتاء شعبي خاصة وهي تمس عصب الحياة في مصر وأمنها المائي و الغذائي أيضا؟!
وسواء كنت مؤمنا بنظرية المؤامرة ام لا
لزاما علينا التفكير والتخطيط للمستقبل وما يطرأ علينا من متغيرات خاصة والخربطة الجيوسياسية حولنا مشتعلة وتكاد تنفجر جراء الحروب والصراعات والتهديدات النووية كل هذا يلقي بظلال داكنة وثقيلة على الاقتصاد المصري وبالتالي مستوى معيشة المواطن المصري الذي أصبحت شريحة كبيرة منه تحت خط الفقر وسط غياب دور المجالس النيابية وحكومة لا حول لها ولا قوة
توترات المنطقة تهدد الملاحة في قناة السويس وبالتالي تهدد قدرة مصر على سداد التزاماتها من العملة الصعبة والسياحة بالتالى سوف تتأثر فمن يغامر بالقدوم لبلد حدودها الشرقية مهددة بغبار نووي قد يحدث في أي لحظة
لذا تحويلات المصريين بالخارج أعتقد سيكون عليها الكثير من الضغط الفترة القادمة
مازلت اقتنع أننا خسرنا الكثير من تخلينا عن هويتنا مصر منذ فجر التاريخ بلد زراعي والهروب من هذا الواقع كان كارثيا وجعل من سلة غذاء العالم تستورد أكثر من ٤٥٪ من احتياجاتها الغذائية ثم استحوذت شركة الظاهرة الإماراتية على مشروعا مصريا خالصا وهو مشروع توشكى ضمن مشروعات استصلاح اراضي وزراعة بإجمالي مساحة ٦٧ الف فدان قابلة للزيادة لك أن تتخيل الأرض مصرية والخدمات والمرافق مصرية وتسقى بماء النيل المصري ثم تبيع لنا الإنتاج بالعملة الصعبة!
سوف اعتبره استثمارا السؤال الذي يؤرقني لماذا فشلنا في زراعة ارضنا؟! لماذا بورنا الأرض الزراعية والآن نبحث عن من يستصلح عندنا أرضا ويزرعها لحسابه؟!
لماذا توضع العراقيل أمام المستثمرين المصريين وشباب الخريجين؟! أما آن الأوان أن نراجع سياستنا الداخلية؟
أسئلة مشروعة من مواطنة مصرية تنتظر إجابة من مسؤول مسؤول.

اعترافات ليلية

اعترافات ليلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى